كتب -سلامة فرج -مستشار حمادة عمار
نعم وبكل صدق وبصراحه مطلقه لا اخفي حبي لاقباط مصر
«يمكننا عمل الكثير بالحقّ، لكن بالحبّ أكثر» في البدء كانت الكلمة و نحن على طريق شرف الكلمة ، وحرية الكلمة قدمنا وسوف نقدم نموذجا للنضال الشعبي الديمقراطي الملتزم بالسلمية الحريصة على اتباع القوانين والإجراءات الرسمية التي تحقق النجاح في توصيل آرائنا الى أجهزة الدولة المعنية واشهار أفكارنا ومواقفنا للرأي العام بالتعبير عن ادانتنا القوية للخطر الرهيب الذى لا يزال يضرب في عموم البلاد خاصة في صعيد مصر وعلى الأخص محافظة المنيا، حيث ينتهج المتطرفون والارهابيون عنفاً مفرطا ضد الأقباط شركاء الوطن والحلم والمصير ، وصل إلى حد العدوان المادي على حقهم في ممارسة شعائرهم ، ولما كان تحضر الشعوب يقاس بمستوى معاملة الدولة للأقليات لكونها في هذه الحالة تسهم في استقرار المجتمع وبناءه وعلينا أن نسأل الله الذى آمرنا بالرحمة والمحبة والتآخي أن ننجو من البغضاء والظلم والحقد والكراهية ، والسؤال الذى يطرح نفسه على هؤلاء المتطرفين المتعصبين لماذا يبغضوا الأقباط المسيحيين وهم شعبًا لم يتعلّم إلا المحبة بأمر كتابهم؟ فيمنحونها حتى لأعدائهم؟ علمًا بأنهم مأمورون بألا يعتبروا أي بشر عدوا لهم، حتى المسيء إليهم لا يعتبرونه عدوًا ! لأنه ليس إلا عصًا في يد الشيطان. وهذا هو العدو «الأوحد»، للبشرية، حسب شريعتهم القائمة على المحبة المطلقة ،، ايها المتعصب المارق يجب ان تعلم أنك تعكّر صفوَ نفسك وتخسرُ ميزانك الروحي…. أخي المسلم المعتدل صاحب الروح الطيبة لك أن تعلم أن المسيحي يحبّك، لأن كتابه يأمره بمحبة الناس كافةً ، حتى اللاعنين: «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.» فما بالك بحبه لنا، وما نحن بلاعنين؟ فهل تعلم أن المسيحي يؤمن بمحبة الله للبشر كافة، ولا يكره أحدًا لأننا جميعًا خليقته؟ لذلك لا يكتمل إيمانُ المسيحي إلا بمحبته الناس، صنيعة الله. هو، ( جلَّ جلالُه ) وحدَه، سيفصلُ بيننا بالحقِّ يومَ الحشر، فلماذا نجعل من أنفسنا ديّانين على الناس، وكلُّنا خطّاؤون فقراءُ إلى الله ؟! هل تعلم أن المسيحي يتقن عمله لأن كتابه يأمره بذلك: «فمن يعرف أن يعملَ حسنًا ولا يعمل، فذلك خطيئة له» أنهم ملتزمون في سلوكهم يميلون إلي الصدق ولا يتخذون عادة مواقف متطرفة ولا يستسلمون لنزعات العنف التي أصبحت سمة من سمات مجتمعنا. أخي المسلم هل تعلم ايضا أن الأقلية المسيحية أصحاب بلد أصلاء، لأن مصر ظلّت قبطية العِرق، مسيحية الديانة ستةَ قرون حتى دخلها الإسلامُ في القرن السادس؟ وهل تعلم أن جدّك وجَدى كانا مسيحيين، وأسلما في لحظة ما ؟ فيكون الفارقُ بينك وبين المسيحي ؛ أن جدّك اختار الإسلام، وجدّه اختار أن يظلَّ على دينه؟ وأنه بهذا أخوك بالنَسَب وبالقرابة، وليس فقط بالمواطنة ؟ فأنا بصفه شخصيه أحب كل المصريين, والأقباط مصريون, الا أن نظرتنا إلي الإخوة الأقباط لا بد أن تتغير جذريا علي أساس مبادئ المساواة ومفهوم المواطنة الذي أحدث طفرة في العلاقات الإنسانية وفي حياة الإنسان المعاصر ولو كان الأقباط لا يحبون مصر حبا عميقا وحقيقيا لسلكوا طريق الهجرة, خاصة وهم يشعرون بأن البعض يعتبرهم أغرابا في البلاد. لكن الواقع أن نسبة الأقباط المهاجرين لا تزيد علي نسبة المسلمين المقيمين بالخارج. ولو قلنا إن بعضهم لا يملك الإمكانيات, فإن هناك أبناء عائلات كبيرة مثل بطرس غالي ومكرم عبيد وفخري عبد النور وساويرس وغيرهم قادرون تماما علي الهجرة والحياة بأوروبا أو أمريكا في أفضل الظروف, لكنهم باقون بيننا ويعتبرون أن مصر وطنهم الأصلي الوحيد.